الموضوع: نهاية المادية
عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 02-08-2009, 07:31 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,413
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي العالم العربي اليوم

العالم العربي اليوم مقالة نشرها العقاد في مجلة الأزهر عام 1963
العالم العربي اليوم عنوان كتاب ألفه أستاذ علم الإجتماع في جامعة برينستون و المشرف على دراسات الشرق الأوسط في تلك الجامعة .
كتاب حافل بالمعلومات الواقعية عن العالم العربي و مستمد من مراجع الإحصاء ، ناقشها الكاتب بأسلوب علمي . لكنه ينظر إلى العرب من وجهة نظر غربية حين يقدر الأمور و يحلل المعلومات العلمية .
يتحدث الكاتب عن القومية العربية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم و بعدها قائلاً : إن الإسلام تقبل الكثير من شعائر اليهود و النصارى و لكنه نقلها إلى العالم العربي و استبدل أواصر العقيدة بأواصر النسب و العصبية التي كانت تجمع قبائل العرب كما تفرقهم .
يصف المؤلف العقيدة الإسلامية بأنها مستقيمة و بسيطة و تنتشر في القارة الأفريقية حتى الآن بيسر و بلا مقاومة بسبب القدوة المباشرة التي تأتي من اتصال المسلمين بغير المسلمين في أرجاء القارة الأفريقية.
الموضوع المهم في الكتاب هو موضوع الدين الإسلامي و العالمانية أو اللادينية و هي فصل سلطة الكهنوت (رجال الدين) عن سلطة الدولة و الحكومة.
احتك المسلمون قبلاً بالعالم الغربي في القرن العشرين و كانت لهم صلة بالأمم التي خالفتهم في العقيدة و آداب الحضارة . و منها احتكاك المثقفين بالثورة الفرنسية و إعجابهم بها و تنبههم إلى قيمة الفرد و حرية التفكير و دعوات التجديد و التخلص من القديم .
إلا أن الحركة اللادينية الجديدة التي ظهرت بعد ذهاب الإحتلال عن بلاد الإسلام كانت مختلفة لأنها نبعت من داخل العالم الإسلامي . فقد قاوم المسلم الثقافة الأوروبية أثناء الإحتلال الأوروبي لدوله كما هي طبيعة الأمور . أما بعد جلاء الحكم الأجنبي عن البلاد فالحركة اللادينية نبعت من داخل العالم الإسلامي و لم يقاومها غير المحافظين الذي يكرهون الجديد.
أحد فصول الكتاب يبحث فيه المؤلف هل الإسلام عقيدة دنيوية أم هو كغيره من الديانات تنفصل فيها عقائد الإيمان عن شئون الحياة و المعيشة و السياسة؟ سؤال يمكن صياغته على نحو آخر : هل التشريع القرآني مسألة نظام و إدارة حكومية ؟ أم أخلاق و سلوك ديني يكافئه الله به يوم القيامة؟
يقول المؤلف الأجنبي : (إن الصلة المكينة بين الإسلام و المجتمع أنشأها الرسول صلى الله عليه و سلم بخلقه دولة تنتظم العقائد الدينية و المعاملات التي كان عليها العرب و قد شمل الإسلام جوانب الحياة الإجتماعية والأخلاق و الآداب لكنه لم ينجح في تقرير شريعة متناسقة للعلاقات بين الناس في مجتمعات المسلمين المختلفة. فقد أراد الرسول صلى الله عليه و سلم أن يعلم الناس ما يعملون كي ترجح كفتهم في حساب الآخرة . )
يرد العقاد الأمر للمنطق السليم قائلاً :
يبدو المسلم في حساب الباحث الغربي كما لو كان شخصاً واحداً ولد منذ عهد البعثة المحمدية و هو بعينه يولد و يعاد ميلاده من جيل إلى جيل. كأنه نفس المسلم يولد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ثم يتكرر ميلاده على عهد التابعين ثم الدولة الأموية ثم على عهد الأندلسيين فإما أن يحمل معه الزمن عبر أربعة عشر قرناً أو ينتقل لزمانه الذي يحياه فلا يبقى على عقيدة الإسلام .
لو قال هؤلاء الباحثون الكلام عينه عن كل ديانة و حضارة (أن الحضارة و الدين لا يلتقيان) لكانوا على استقامة وإن أخطأوا الطريق . و لكن المستحيل لديهم أن يبقى المسلم مسلماً مع أخذه بأسباب الحضارة لأنهم يزنون بميزانين و لا يساوون بين الحكمين في القضية الواحدة.
إنهم لا يقولون أن الإنتماء إلى الدين في جميع العصور مستحيل على أمم الحضارة العصرية ، هم فقط يقولون إن حضارة المسلم و تدينه هما المستحيل بين أمم العالم و حضاراته .
يقولون ذلك لأنهم يذكرون المسلمين و لايفطنون أن الديانة المسيحية التي يدين بها الغرب ديانة شرقية المنبت و الأصول و الجذور و الروح و الفطرة لكنها صارت غربية مع الزمن مرة بعد أخرى بحسب الإنسان و البلد الذي صارت إليه .
رد مع اقتباس