مصير الإنسانية
و عند العلامة توينبي أن هذه المهمة الأبدية مهمة تعاون بين الحضارات و العقائد ، يؤدي كلا منها بعض الواجب كي تتم المهمة و لكن هذا الواجب يكبر مع الزمن و يزداد تطلع الإنسان إلى الكمال .
و ستأتي قرونا بعد القرن العشرين فلا تذكر القرن العشرين بأنه عصر المخترعات و الطائرات بل تذكره بأنه عصر الدعوة للأخوة الإنسانية و وضعها برنامجاً لذلك علماً و عملاً .
ثم ينتقل إلى مصير الإنسانية كي يجيب على تساؤلات القلقين الذين يخيفهم السلاح النووي و الحروب التي تفني الأمم . فأخطار القذائف النووية لا تنحصر في مكانها أو زمانها . لا فائدة من منع السلاح الذري أو تحريم استخدام الطاقة الذرية فهل منع الحرب العالمية من المستطاع ؟
إن خسارة المنتصرين في الحروب ضخمة و اضطرارهم لمعونة المنكوبين و المنهزمين بعد انتهاء الحرب في عالم متشابك متضامن لا ينفرد فيه بالضرر صاحب القوة و المال.
إن المادة الصماء لم تخلق الإنسان لأن الشيء لا يخلق ما هو أفضل منه و أكمل و لنتفائل حين نتحدث عن مصير الإنسانية في قدرتها على اختراع ما يقاوم القذيفة الذرية و يكبحها بحيث يأخذ العقل بزمام المادة و عناصرها ليتقرب بها إلى الله .
*************************************
|