عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 09-03-2009, 10:53 PM
ممدوح مصطفى الانصارى ممدوح مصطفى الانصارى غير متواجد حالياً

مستشار مجلس الادارة

 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 9,499
معدل تقييم المستوى: 25
ممدوح مصطفى الانصارى is just really nice
افتراضي المقال رقم 4-

لوجه الله
متي يتوقف هذا العبث؟
إهانة مدرسي اللغة العربية في الدراما المصرية!!
بقلم: بسيوني الحلواني
b-haLawany@hotmail. com
بعيداً عن واقعة مدرس اللغة العربية المتميز "سعيد الميداني" الذي حرمته وزارة التربية والتعليم من مواصلة عطائه العلمي لطلابه. وحرمت طلابه من الاستفادة منه داخل فصول مدرسة كفر الدوار الثانوية. ليطاردوه من أجل الموافقة علي إعطائهم دروساً خصوصية.. لابد أن نعترف في شجاعة أن وسائل الإعلام والثقافة والترفيه المصرية قد أسهمت إلي حد كبير في تشويه صورة مدرسي اللغة العربية. بل وأظهرتهم في العديد من المواد الإعلامية والترفيهية في صورة مهينة لا تليق إطلاقاً بعظمة الرسالة التي يؤدونها والدور التربوي والتوجيهي الذي يقومون به.
الصورة التي جسدها محمد هنيدي لمدرس اللغة العربية في فيلم "رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة" منفرة ومهدرة لكرامة كل مدرسي اللغة العربية. فلا يجوز أبداً أن نجسد مدرس لغة القرآن في صورة إنسان بدائي. شكله مضحك. يتصرف بعشوائية وسذاجة طوال ساعتين.. ثم نأتي في الدقائق الأخيرة من الفيلم لنقول للمشاهدين إن هذا الرجل طيب وبسيط ويؤدي رسالة.. لا يجوز أن نُضحِك كل خلق الله علي مدرس اللغة العربية طوال ساعتين أو ثلاث.. ثم نأتي بعد ذلك لنقول للمشاهدين "والله العظيم ده راجل محترم".. هذه آفة تعود عليها كتاب الدراما المصرية وما كان ينبغي أن يقع في هذا الخطأ كاتب متميز مثل يوسف معاطي.
الغريب والعجيب أن هذا النمط المستفز من الدراما يحظي بإعجاب بعض الإعلاميين ويدفعهم حماسهم الفني وإعجابهم الشديد بالفنانين إلي التصدي لكل مَنْ ينتقد هذا العبث أو يعبر عن رأيه الرافض له.. وما فعله الزميل محمود سعد في برنامج "البيت بيتك" من تحامل واضح علي المدرس ومجاملة فجة للفنان "الرقيق الجميل المبدع" محمد هنيدي يحتاج إلي مراجعة إذا كان هدف الإعلام بالفعل هو التقويم والتوجيه والنقد البناء. والدفاع عن الحق والعدل. وإنصاف المظلومين.. وكان هدف "البيت بيتك" إعطاء كل ذي حق حقه.
***
نعود إلي القضية الأساسية هنا وهي صورة المدرسين خاصة مدرسي اللغة العربية في الدراما المصرية.. ونؤكد أن النقاد الموضوعيين وكثيراً من المثقفين والتربويين وعلماء الإسلام قد بحت أصواتهم خلال السنوات الأخيرة للتحذير من الصورة المتدنية لمدرس اللغة العربية في الدراما المصرية. فدائماً ما يظهر هذا المدرس في صورة مضحكة ومثيرة للسخرية.. شكله تحفة.. تصرفاته مضحكة.. سلوكياته بدائية.. يحرص علي جمع المال بأي طريقة. وتناول الطعام "البلوشي" هنا وهناك. علاقته بتلاميذه تقوم علي المنفعة المادية. كثيراً ما يكون حاقداً علي زملائه مدرسي اللغات الأخري والرياضيات الذين يتكسبون من الدروس الخصوصية أكثر منه ويركبون السيارات الحديثة.
هذه الصورة المنفرة لمدرسي اللغة العربية حتي ولو كان لها أساس في الواقع فهي تؤدي في النهاية إلي المزيد من تكريس ثقافة احتقار هذا المدرس والسخرية منه وجعله مادة للاضحاك والتسلية.. في الوقت الذي يظهر فيه مدرس الرياضيات أو اللغة الانجليزية أو الألمانية أو الفرنسية في صورة "شيك" ملابسه جيدة.. تصرفاته وسلوكياته مع الجميع حضارية.
هذا النمط الساخر من مدرسي اللغة العربية في الدراما المصرية لا يعالج خللاً موجوداً في الواقع بقدر ما يجسد صورة منفرة من هذا المدرس. ومن اللغة التي يدرسها. وكله يصب في خانة التغريب اللغوي والثقافي والتربوي الذي تعاني منه مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
***
واقع لغتنا العربية يؤكد أنها في خطر. وقد أطلق أحد عمداء كليات الآداب منذ أيام صيحة تحذير من خطورة تهميش واحتقار لغتنا إلي هذا الحد. وتنبأ بأن استمرار هذا الوضع المؤسف ينذر بانقراض اللغة العربية السليمة من علي ألسنة أبنائنا وبناتنا خلال عشر سنوات.. ولا ينبغي التعامل باستهتار مع هذا التحذير. فكل ما يحيط بنا يؤكد أن اللغة العربية في خطر. وأن الانهيار باللغات الأخري ودفع أبنائنا إلي تعلمها وإجادة التحدث بها وإهمال لغتهم الأصلية هو جريمة في حق العروبة والإسلام. وعدوان صارخ علي كل قيم الانتماء والوطنية والولاء للغة هي عنوان هويتنا ورمز حضارتنا. ودليل ارتباطنا بقرآننا وهدي رسولنا صلي الله عليه وسلم.
استمرار السخرية من مدرسي اللغة العربية أو غيرهم من المدرسين في الدراما المصرية جريمة. ويجب أن يبحث كتاب الدراما عن عناصر أخري لاضحاك الشعوب العربية المهمومة بعيداً عن السخرية من المدرسين والدعاة والمأذونين الذين يضعون العمامة الأزهرية فوق رءوسهم.
***
لقد أصبح مدرس اللغة العربية الذي يجيد عمله ويؤدي رسالته بإخلاص ويربي تلاميذه علي حب لغتهم والارتباط بها.. عملة نادرة. ولا أدري كيف تتأثر وزارة التربية والتعليم بكلمتين قالهما الزميل محمود سعد في التليفزيون المصري. وتنقل مدرساً متميزاً من ساحة عطائه الحقيقية وهي تعليم طلابه داخل الفصول إلي مخزن المدرسين الذين أصابهم الملل أو سيطر عليهم الكسل وفضلوا الجلوس في الإدارات التعليمية ويحملون ألقاباً براقة دون تقديم عطاء تربوي وتعليمي حقيقي.
يجب علي وزير التربية والتعليم إذا كان حريصاً علي القيم التربوية - أن يعيد مدرس اللغة العربية بكفر الدوار إلي طلابه فوراً مادامت هذه هي رغبته. وأن يتصدي هو لكل محاولات تشويه صورة المدرس في الأعمال الفنية.. وأن يتصل بوزير الإعلام فوراً أو بأجهزة الرقابة ويحتج علي عبارة "قم للمعلم وهو ماشي.. كاد المعلم أن يكون غباشي" التي تتردد كل يوم عشرات المرات في إحدي قنوات الكوميديا.. فإما أن يحترم الجميع المدرس ويردد قول الشاعر: "قم للمعلم وفيه التبجيلا.. كان المعلم أن يكون رسولاً" أو أن يصمت.
***
الهموم الكثيرة التي تسيطر علينا تدفعنا إلي البحث عن مصدر للابتسامة ونسيان ما يحيط بنا من أزمات ومشكلات وهموم وكوارث وأمراض وتلوث وفساد للذمم وضياع للأمانات.. لكن لا ينبغي أن تكون ابتسامتنا علي حساب مَنْ علمونا ويعلمون أبناءنا الآن.
مدرسو اللغة العربية لهم منا كل احترام وتقدير. ويجب أن تعيد لهم وزارة التربية والتعليم اعتبارهم.. كما يجب علي وسائل الإعلام والثقافة المصرية والعربية أن تكف عن خطيئة السخرية منهم وتضخيم هفواتهم. فكل فئات المجتمع من أطباء ومهندسين وصحفيين ومحاسبين وغيرهم لهم هفوات وأخطاء وبين صفوفهم من يسيئون إلي مهنهم أكثر من مدرس اللغة العربية.

آخر تعديل بواسطة ممدوح مصطفى الانصارى ، 09-03-2009 الساعة 10:58 PM
رد مع اقتباس